مشاركة الشباب

تمثّل فئة الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جزءًا كبيرًا من السكان الا أن تشريكهم في عملية صنع القرار السياسي بقي منحسرا. فقد لعب الشباب الذين شعروا بالتهميش السياسي والاقتصادي ولم يحظو باهتمام جدي من قبل من هم في السلطة دورًا مهمًا خلال الانتفاضات التي عرفتها المنطقة في 2010/2011.

ومع ذلك، لم يطرأ تغيير كبير على وضع الشباب منذ ذلك الوقت، ولم يكن من الممكن توجيه الديناميكيات التي تحرّك احتجاجات الشباب بطريقة تؤدي إلى تحقيق التكامل المؤسسي أو احداث تغييرات هيكلية ملموسة. وبالتالي، فإن دمج الشباب في الحياة العامة وعملية صنع القرار السياسي لا يزال غير كاف. غير أنه ولتحقيق الديمقراطية والتنمية المستدامتين، لا غنى عن تمثيل الشباب واشراكهم – إذ يصعب تصور تغيير سياسي طويل الأمد دون بث دماء جديدة تضطلع بها الأجيال الشابة.

تنظر مؤسسة فريدريش إيبرت إلى الشابات والشباب كعنصر حاسم في التطور الديمقراطي في المنطقة وتحرص على تعزيز إمكاناتهم لبدء التغيير في عالم السياسة من خلال الدور المجتمعي. كما تسعى المؤسسة، من خلال أنشطتها الإقليمية والوطنية، إلى تعزيز انخراط الشباب والتعامل مع أوضاعهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتسعى مؤسسة فريدريش إيبرت الناشطة في جميع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الى تشجيع الشباب من خلال برنامج القادة الشباب. ويوفر هذا البرنامج تدريباً منهجياً وسياسياً للمشاركين ويمكّنهم من التطور على المستوى الشخصي وفي مجالات مختلفة ومن اكتساب المهارات الأساسية. فمن خلال التعامل مع القضايا السياسية المركزية، يتم تمكين الشباب من إدراج المواقف الاجتماعية والسياسية الحالية في الخطاب العام. وتأمل مؤسسة فريدريش إيبرت، على المدى الطويل، الى تعزيز المهنيين الشبان على المستويين الوطني والإقليمي والمساهمة في فتح الهياكل السياسية للفاعلين الشباب ودمج اهتمامات جيل الشباب بشكل أقوى.

تُعدّ دراسة الشباب التي أجرتها مؤسسة فريدريش إيبرت في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا دراسة استقصائية تمثيليّة واسعة النطاق أجريت على عيّنة من الراشدين في صفوف الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقد تمّ تنسيقها من تونس. وتقدم نتائج الدراسة الاستطلاعية الأولى التي تم إجراؤها في عام 2016 رؤى متبصرة حول المواقف تجاه الحياة، والصورة حول الذات، وتصورات المستقبل ل 9.000 شاب شملتهم الدراسة من الفئة العمرية 16 - 30 عامًا. وأجريت الدراسة الاستقصائية الثانية في عام 2021 ويتم حاليا تحليل نتائجها وستصدر باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.