يستخدم مصطلح "الشباب" بشكل متكرر لتحديد شريحة من السكان. غالبا ما يتم تعريف الشباب والشابات حسب الفئة العمرية أو أولئك الذين هم.ن في الفترة الانتقالية بين المراهقة والبلوغ. ومع ذلك، من المهم توضيح أن "الشباب" هو مفهوم.
يمثل الشباب والشابات مجموعة غير متجانسة من الأشخاص الذين/اللاتي يتشاركون مواقف انتقالية مماثلة. حيث يمرون بمجموعة من التحولات الحياتية، بدءا من إكمال رحلتهم التعليمية، مرورا بفترة طويلة من البطالة والبحث عن الذات، لتنتهي الرحلة ببداية حياتهم المهنية.
تنظر مؤسسة فريدريش إيبرت (FES) إلى الشباب والشابات كعامل حاسم في بدء التغيير في عالم السياسة والمجتمع. بعد إجراء أول دراسة عن الشباب والشابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أجريت في عام 2016، تم إجراء مسح كمي ثاني كبير النطاق في اثني عشر دولة في المنطقة في عام 2021، بما في ذلك تونس مع 1002 شابة وشاب تونسيون تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عاما.
وتم عرض النتائج التي تم جمعها من خلال 200 سؤال على عماد مليتي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة تونس المنار، ليتم تفسيرها ووضعها في السياق التونسي الحالي.
حسب ميليتي، فإن 83 في المئة من الشباب والشابات لا يهتمون كثيرا بالسياسة أو لا يهتمون بها على الإطلاق، ويرفضون التصويت والمشاركة في الأحزاب السياسية لصالح الأشكال غير التقليدية للتعبير السياسي والعمل الجماعي. ويرتبط هذا النقص في الاهتمام بانخفاض مصداقية الممثلين السياسيين حسب تفسير الباحث. يربط ما يقرب من نصف الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات السياسة بالفساد. وبناء على هذه النتائج، التي توصلت إليها العديد من الدراسات السابقة والتي أكدتها دراسة مؤسسة فريدريش ايبرت ، تم تحفيز الباحثين والباحثات على التشكيك في أشكال العمل السياسي المتاحة للشباب و الشابات بعد ثورة 2011 في تونس، بما في ذلك المشاركة في أشكال غير مؤسسية من الانخراط والحماس لاتخاذ إجراءات احتجاجية عرضية، والمشاركة في أشكال المقاومة الموصوفة بأنها "غير سياسية".
إن غالبية الشباب والشابات في تونس هم في غاية النقد تجاه الوضع السياسي في البلاد ولا يوافقون على المؤسسات السياسية بسبب خيبة أملهم إزاء أدائهم وعملهم. وقد حالت خيبة الأمل هذه دون إقبالهم على الاهتمام النشط والحصول على معلومات عن المشهد السياسي. ولم يعد يعتبر التلفزيون مصدرا أساسيا وموثوقا للمعلومات، كما كان الحال على مدى السنوات الخمس الماضية، بل انتقلوا بدلا من ذلك إلى المعلومات التي تتم مشاركتها على شبكات التواصل الاجتماعي. ومن المؤكد أن هذا الاتجاه المتمثل في تصديق المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مثير للاهتمام، ولكنه مثير للقلق أيضا من حيث أن الأخبار المزيفة واسعة الانتشار وتنتشر بشكل أسرع بكثير من المعلومات الموثوقة التي تم التحقق منها.
يوضح الاستاذ ميليتي في تحليله أن البيانات التي تم جمعها تظهر أن المشاركة السياسية للشباب والشابات في تونس تبتعد عن الأشكال التقليدية مثل التصويت والانضمام إلى الأحزاب السياسية. بل ينخرطون في أعمال فردية مثل المقاطعة والحشد على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر المناشير وتوقيع العرائض. أصبحت الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية غير شعبية كما كان عليه الحال في السنوات الأولى بعد الثورة. ويعزى هذا التغيير إلى عدم قدرة النخب والمنظمات السياسية على الوفاء بوعود الثورة، مما قلل من مصداقية العمل المنظم وشحذ التركيز على المصلحة الذاتية بدلا من الاهتمام الجماعي.
أدى عدم الرضا عن السياسة إلى تفضيل الشابات والشباب التونسي لقيادة رجل قوي على النظام الديمقراطي. فهم يريدون "العودة إلى النظام" بعد أن اختبروا نظاما ديمقراطيا يقوده عدم الكفاءة وسوء الحوكمة. ويتجلى شعور الشباب بالإحباط من خلال رغبة أكثر من 50 في المئة من المشاركين والمشاركات في الاستطلاع في أن الحكومة تؤدي دورا أكبر في الاقتصاد والمجتمع.
يؤثر الوضع السياسي غير الآمن على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشباب والشابات. وفيما يتعلق بالتوظيف، فإن أقل من ثلث الشباب والشابات يعملون بشكل مربح. يهيمن التوظيف غير الرسمي على سوق العمل، ولا سيما الشباب والشابات من الأحياء المهمشة. وقد فضل هذا السياق أهمية التحويلات المالية بين الشباب والشابات وأولياءهم.ن.
على الرغم من عدم اليقين وعدم الاستقرار، تظهر نتائج استطلاع رأي الشابات والشباب أن الأسرة لا تزال مؤسسة مهمة تثق بها الغالبية العظمى من المجيبين، في حين قال 12 في المئة فقط إنهم يمكن أن يكونوا سعداء بمفردهم. لكن رغم ذلك، فإن موقف الشابات والشباب التونسي يميل إلى التغيير، وهو ما يمكن تفسيره من خلال الميول إلى نمط عيش فردي بدأ في الانتشار.
يكشف تحليل عماد مليتي أن الأمن المالي هو العامل الأبرز في تحديد الرضا الوظيفي بين الشابات والشباب، ولا سيما من المناطق الريفية أو المحرومة. في المناطق الريفية، كلما كان الشابات والشباب أقل تعليما، كلما كانوا أقل رضا عن وضعهم الوظيفي. بالإضافة إلى ذلك، انخفض رضا الشابات و الشباب عن الوضع الاقتصادي لأسرتهم بشكل كبير منذ عام 2016 (غرتل/ هكسيل 2019). علاوة على ذلك، ينظر الشابات والشباب التونسيون إلى أوضاعهم بشكل مختلف، حيث يرفض البعض الشعور بالإحباط، في حين يعبر البعض الآخر عن الإحباط والشعور بالحرمان. هذا وقد أشارت نتائج الاستبيان إلى أن أكثر من 80 في المئة من الشباب اعتبروا أنفسهم من الطبقة المتوسطة، وأن 10 في المئة فقط حددوا أنفسهم على أنهم "فقراء" مع اختلافات كبيرة بين الجنسين.
عندما يتعلق الأمر بحياتهم الشخصية، فإن نسبة كبيرة من الشابات والشباب التونسي متفائلون، ولكنهم أقل تفاؤلا إلى حد ما بشأن مستقبل المجتمع ككل. يعد النجاح الاجتماعي والاقتصادي والاستقلالية المالية والحياة الأسرية المستقرة والبيئة الصحية من أولويات معظم الشابات والشباب. على الرغم من الأهداف المادية والمشبعة للحاجة، فإن الكثيرين يعلقون أهمية كبيرة على الدين والإيمان بالله. علاوة على ذلك، يعتبر الزواج عنصرا مهما في النجاح، لا سيما بين النساء.
يشكل عدم الاستقرار الاقتصادي وسوء إدارة المؤسسات العامة والأزمة المالية والمشاكل البيئية مخاوف يومية للشابات وللشباب. إن تغير المناخ ينذر بالخطر بشكل خاص بالنسبة للشابات و للشباب الريفي.
مع كل القلق، فإن الكثير من الشابات و الشباب على استعداد لمغادرة أسرهم للحصول على فرص مهنية أفضل، وهم جاهزون للزواج من شخص من دين مختلف أو اكبر منهم.ن سنا. ومع ذلك، فإنهم يترددون في قبول الوظائف التي تقل عن مؤهلاتهم.
يوجد عدد كبير من الشابات والشباب، ولا سيما أولئك الذين لهم بعض اقاربهم يعيشون في الخارج، يتوقون إلى الهجرة. تعتبر الرغبة في الهجرة مصدر قلق كبير بين الشابات والشباب، مع درجات مختلفة من اليقين المرتبطة بهذه الفكرة. يبدي الذكور اهتماما أكبر بالهجرة من الإناث بملاحظة فرق واضح بين الشابات والشباب في المناطق الريفية والحضرية. ومن الجدير بالذكر أيضا، أن الشابات والشباب الأقل تعليما هم أكثر ثقة في خططهم للهجرة وهم يتابعون هذه الفرضية باهتمام.
تقدم هذه الدراسة رؤى مثيرة للاهتمام حول احتياجات الشابات والشباب المحبطين وتدفعنا إلى التفكير بطريقة جديدة ومختلفة. ينبغي أن تؤدي النتائج إلى زيادة الوعي بين النخب السياسية لمراجعة استراتيجيتها على وجه السرعة وإشراك الشابات والشباب بفعالية في عملية صنع القرار. قد تكون أفكار الشابات والشباب غير مختبرة أو مجازفة أو جديدة لصانعات وصانعي القرار الحاليين، ولكنها ستسمح لبداية التغيير في المشهد السياسي الحالي، مما سيؤثر حتما على الوضع الاجتماعي والاقتصادي. فبين الرغبة في الهجرة والتعلق بالروابط الأسرية، يبحث الشابات والشباب التونسي عن فرصة للاستماع إليهم وأخذهم على محمل الجد في بلادهم لتحقيق إمكاناتهم للعيش في بيئة مواتية.
الشابات والشباب التونسي متلألئ بالأفكار، يعيشون بين الارتباك والحرج في حياتهم اليومية تارة، ويتفاءلون بمستقبلهم تارة أخرى. انهم يمثلون ثروة فكرية كبيرة تنحت مصيرها ببطء ولكن بثبات في بلد قاوم دائما وأظهر الرغبة في المضي قدما.
لقراءة الدراسة: https://mena.fes.de/ar/topics/youth-study
Share your ideas with our team!
info.mena@fes.de
This site uses third-party website tracking technologies to provide and continually improve our services, and to display advertisements according to users' interests. I agree and may revoke or change my consent at any time with effect for the future.
These technologies are required to activate the core functionality of the website.
This is an self hosted web analytics platform.
Data Purposes
This list represents the purposes of the data collection and processing.
Technologies Used
Data Collected
This list represents all (personal) data that is collected by or through the use of this service.
Legal Basis
In the following the required legal basis for the processing of data is listed.
Retention Period
The retention period is the time span the collected data is saved for the processing purposes. The data needs to be deleted as soon as it is no longer needed for the stated processing purposes.
The data will be deleted as soon as they are no longer needed for the processing purposes.
These technologies enable us to analyse the use of the website in order to measure and improve performance.
This is a video player service.
Processing Company
Google Ireland Limited
Google Building Gordon House, 4 Barrow St, Dublin, D04 E5W5, Ireland
Location of Processing
European Union
Data Recipients
Data Protection Officer of Processing Company
Below you can find the email address of the data protection officer of the processing company.
https://support.google.com/policies/contact/general_privacy_form
Transfer to Third Countries
This service may forward the collected data to a different country. Please note that this service might transfer the data to a country without the required data protection standards. If the data is transferred to the USA, there is a risk that your data can be processed by US authorities, for control and surveillance measures, possibly without legal remedies. Below you can find a list of countries to which the data is being transferred. For more information regarding safeguards please refer to the website provider’s privacy policy or contact the website provider directly.
Worldwide
Click here to read the privacy policy of the data processor
https://policies.google.com/privacy?hl=en
Click here to opt out from this processor across all domains
https://safety.google/privacy/privacy-controls/
Click here to read the cookie policy of the data processor
https://policies.google.com/technologies/cookies?hl=en
Storage Information
Below you can see the longest potential duration for storage on a device, as set when using the cookie method of storage and if there are any other methods used.
This service uses different means of storing information on a user’s device as listed below.
This cookie stores your preferences and other information, in particular preferred language, how many search results you wish to be shown on your page, and whether or not you wish to have Google’s SafeSearch filter turned on.
This cookie measures your bandwidth to determine whether you get the new player interface or the old.
This cookie increments the views counter on the YouTube video.
This is set on pages with embedded YouTube video.
This is a service for displaying video content.
Vimeo LLC
555 West 18th Street, New York, New York 10011, United States of America
United States of America
Privacy(at)vimeo.com
https://vimeo.com/privacy
https://vimeo.com/cookie_policy
This cookie is used in conjunction with a video player. If the visitor is interrupted while viewing video content, the cookie remembers where to start the video when the visitor reloads the video.
An indicator of if the visitor has ever logged in.
Registers a unique ID that is used by Vimeo.
Saves the user's preferences when playing embedded videos from Vimeo.
Set after a user's first upload.
This is an integrated map service.
Gordon House, 4 Barrow St, Dublin 4, Ireland
https://support.google.com/policies/troubleshooter/7575787?hl=en
United States of America,Singapore,Taiwan,Chile
http://www.google.com/intl/de/policies/privacy/