16.04.2020

لماذا لا يهتم شباب المنطقة في مكافحة التغير المناخي؟

بقلم بندلي العيسى، عضو في برنامج خبراء الطاقة والتغير المناخي الشباب في مؤسسة فريدريش إيبرت

سجل العام 2019 كثاني أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق الذي شهدته الأرض. كما كان العام الذي شهد أكبر عدد من الاحتجاجات المناخية في التاريخ عندما خرج ما يقدر بنحو 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم للمطالبة باتخاذ إجراءات ضد التغير المناخي.

ليس هنالك أي فئة اجتماعية أكثر تأثراً بالتغير المناخي من الشباب. فليس من المستغرب أن يقود نشطاء المناخ الشباب الإضرابات والاعتصامات، وأن يخرجوا ويشجبوا الحكومات والشركات في أكثر من 150 بلدا حول العالم لعدم إعطاء الأولوية للتغير المناخي في الأجندات الوطنية والعالمية.

وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات التغير المناخي على الأرض. إذ يهدد ارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة متوسط درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار وزيادة عدم انتظامها، في جعل العديد من المدن في المنطقة غير صالحة للسكن بسبب الحرارة الشديدة أو الغرق تحت الماء في العقود القليلة القادمة.

سيهتز استقرار بلدان المنطقة جراء النزوح الهائل لملايين الأشخاص ويزيد من حدة التوترات بشأن موارد المياه وإنتاج الغذاء، ويهدد التنوع الحيوي. هذا بخلاف كون ندرة المياه والجفاف عوامل محسوسة بالفعل في جميع أنحاء المنطقة. يبدو المستقبل قاتماً للغاية بالنظر إلى التحديات الخطيرة، ما قد يجعلنا نظن أن زخم الاحتجاجات سيكون مركزه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لكن ولسوء الحظ، يغلب على معظم الشباب في المنطقة الرغبة في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الهائلة في بلدانهم، ما جعل الاحتجاجات المناخية في المنطقة قليلة ومحدودة. لكون قضية التغير المناخي ليست بالضبط أولوية من وجهة نظر العديد من النشطاء الشباب، في هذه الأوقات على الأقل.

كيف نشجع الشباب في المنطقة على المشاركة في مكافحة التغير المناخي؟

إحدى الطرق المبتكرة لتشجيع الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الانخراط أكثر في قضية التغير المناخي هي من خلال إيجاد طريقة لربطها بالتحديات التي يواجهونها. ستساعد ريادة الأعمال الخضراء، على سبيل المثال، في التخفيف من البطالة وتسريع النمو الاقتصادي، إذ إن تثبيت الطاقة المتجددة في المنازل والتحول إلى المركبات الكهربائية من شأنه أن يساعد الأسر على التعامل مع تكاليف الكهرباء والوقود والتدفئة المرهقة، والتحول نحو مصادر متجددة على المستوى الوطني من شأنه أن يساعد على تحسين أمن الطاقة وخفض تكاليف توليد الكهرباء وتشجيع الاستثمار الأجنبي في موارد الطاقة المحلية.

ليست هذه مجرد أمنيات، لأن المنطقة خطت بالفعل خطوات كبيرة في السنوات القليلة الماضية. واعترفت الحكومات في الإقليم -بما في ذلك حكومات الدول المنتجة للنفط- بإمكانات الطاقة المتجددة، ونفذت مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبذلت جهودًا لتحفيز توليد الطاقة اللامركزي بهدف الانتقال في نهاية المطاف نحو الطاقة المتجددة.

على مستوى تنظيم المشاريع، كانت هناك العديد من الشركات الناشئة الخضراء الناجحة في المنطقة. فعلى سبيل المثال اكتسب تطبيق جديد للهواتف الذكية في الأردن يسمى "GreenJo" شعبية كوسيلة لتوليد مصدر دخل للأسر وحماية البيئة من خلال السماح للأسر ببيع نفاياتها القابلة لإعادة التدوير. وقامت شركة ناشئة في المملكة العربية السعودية تدعى NOMADD، بتطوير روبوت خال من الماء يستخدم لتنظيف الغبار من الألواح الكهروضوئية في الصحراء.

يلعب المجتمع المدني ووسائل الإعلام دورًا حيويًا أيضًا. لكن مثل هذه المنظمات محظورة أو مقيدة بشدة في عدد من الدول العربية والصحافة الاستقصائية وحرية الصحافة غير مضمونة وغالبا ما تكون محصورة. من الضروري الوصول الحر للمعلومات والشفافية والحكم الديمقراطي والمسؤول والحريات المدنية والسياسية للتأكد من أن الانتقال نحو الطاقة المتجددة يسير بسلاسة وأن قضية التغير المناخي يتم التعامل معها بشكل مناسب.

خلاصة القول، وبالرغم من أن معظم الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يعبروا عن اهتمامهم بالنشاط المناخي، إلا أنه يمكن ردم الفجوة بين التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتهم مع التغير المناخي من خلال تثقيفهم وتمكينهم من إدراك أنه هذه التحديات لا تتناقض مع الكفاح من أجل محاربة التغير المناخي. وينبغي للحكومات ومنظمات المجتمع المدني ووسائط الإعلام أن تقوم بهذا الدور. مع تزايد نشاط الشباب فيما يتعلق بالتغير المناخي، لا مفر من انتشار النشاط إلى قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية أخرى.

سجل العام 2019 كثاني أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق الذي شهدته الأرض. كما كان العام الذي شهد أكبر عدد من الاحتجاجات المناخية في التاريخ عندما خرج ما يقدر بنحو 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم للمطالبة باتخاذ إجراءات ضد التغير المناخي.

ليس هنالك أي فئة اجتماعية أكثر تأثراً بالتغير المناخي من الشباب. فليس من المستغرب أن يقود نشطاء المناخ الشباب الإضرابات والاعتصامات، وأن يخرجوا ويشجبوا الحكومات والشركات في أكثر من 150 بلدا حول العالم لعدم إعطاء الأولوية للتغير المناخي في الأجندات الوطنية والعالمية.

وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات التغير المناخي على الأرض. إذ يهدد ارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة متوسط درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار وزيادة عدم انتظامها، في جعل العديد من المدن في المنطقة غير صالحة للسكن بسبب الحرارة الشديدة أو الغرق تحت الماء في العقود القليلة القادمة.

سيهتز استقرار بلدان المنطقة جراء النزوح الهائل لملايين الأشخاص ويزيد من حدة التوترات بشأن موارد المياه وإنتاج الغذاء، ويهدد التنوع الحيوي. هذا بخلاف كون ندرة المياه والجفاف عوامل محسوسة بالفعل في جميع أنحاء المنطقة. يبدو المستقبل قاتماً للغاية بالنظر إلى التحديات الخطيرة، ما قد يجعلنا نظن أن زخم الاحتجاجات سيكون مركزه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لكن ولسوء الحظ، يغلب على معظم الشباب في المنطقة الرغبة في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الهائلة في بلدانهم، ما جعل الاحتجاجات المناخية في المنطقة قليلة ومحدودة. لكون قضية التغير المناخي ليست بالضبط أولوية من وجهة نظر العديد من النشطاء الشباب، في هذه الأوقات على الأقل.

كيف نشجع الشباب في المنطقة على المشاركة في مكافحة التغير المناخي؟

إحدى الطرق المبتكرة لتشجيع الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الانخراط أكثر في قضية التغير المناخي هي من خلال إيجاد طريقة لربطها بالتحديات التي يواجهونها. ستساعد ريادة الأعمال الخضراء، على سبيل المثال، في التخفيف من البطالة وتسريع النمو الاقتصادي، إذ إن تثبيت الطاقة المتجددة في المنازل والتحول إلى المركبات الكهربائية من شأنه أن يساعد الأسر على التعامل مع تكاليف الكهرباء والوقود والتدفئة المرهقة، والتحول نحو مصادر متجددة على المستوى الوطني من شأنه أن يساعد على تحسين أمن الطاقة وخفض تكاليف توليد الكهرباء وتشجيع الاستثمار الأجنبي في موارد الطاقة المحلية.

ليست هذه مجرد أمنيات، لأن المنطقة خطت بالفعل خطوات كبيرة في السنوات القليلة الماضية. واعترفت الحكومات في الإقليم -بما في ذلك حكومات الدول المنتجة للنفط- بإمكانات الطاقة المتجددة، ونفذت مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبذلت جهودًا لتحفيز توليد الطاقة اللامركزي بهدف الانتقال في نهاية المطاف نحو الطاقة المتجددة.

على مستوى تنظيم المشاريع، كانت هناك العديد من الشركات الناشئة الخضراء الناجحة في المنطقة. فعلى سبيل المثال اكتسب تطبيق جديد للهواتف الذكية في الأردن يسمى "GreenJo" شعبية كوسيلة لتوليد مصدر دخل للأسر وحماية البيئة من خلال السماح للأسر ببيع نفاياتها القابلة لإعادة التدوير. وقامت شركة ناشئة في المملكة العربية السعودية تدعى NOMADD، بتطوير روبوت خال من الماء يستخدم لتنظيف الغبار من الألواح الكهروضوئية في الصحراء.

يلعب المجتمع المدني ووسائل الإعلام دورًا حيويًا أيضًا. لكن مثل هذه المنظمات محظورة أو مقيدة بشدة في عدد من الدول العربية والصحافة الاستقصائية وحرية الصحافة غير مضمونة وغالبا ما تكون محصورة. من الضروري الوصول الحر للمعلومات والشفافية والحكم الديمقراطي والمسؤول والحريات المدنية والسياسية للتأكد من أن الانتقال نحو الطاقة المتجددة يسير بسلاسة وأن قضية التغير المناخي يتم التعامل معها بشكل مناسب.

خلاصة القول، وبالرغم من أن معظم الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يعبروا عن اهتمامهم بالنشاط المناخي، إلا أنه يمكن ردم الفجوة بين التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتهم مع التغير المناخي من خلال تثقيفهم وتمكينهم من إدراك أنه هذه التحديات لا تتناقض مع الكفاح من أجل محاربة التغير المناخي. وينبغي للحكومات ومنظمات المجتمع المدني ووسائط الإعلام أن تقوم بهذا الدور. مع تزايد نشاط الشباب فيما يتعلق بالتغير المناخي، لا مفر من انتشار النشاط إلى قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية أخرى.